ادفنوا , حكامكم , عرب…
يا عرب… ادفنوا حكامكم
من أجل أن يدرك الغافل ويعي غير المتابع ويبصر من ضللته أجهزة الإعلام وينتبه من يسلم لبعض الأقلام… من أجل تجلية جوهر مأساة غزة وجذور الإبادة الوحشية التي يتعرض لها الغزاويون المجاهدون المرابطون اسطر هذه الكلمات، لن أخاطب الأنظمة العربية لأنها ماتت كبروا عليها أربعا وادفنوها وانفضوا أيديكم من ترابها… هذه الأنظمة باتت مكشوفة لكل إنسان بمن في ذلك الأطفال… فمنها العاجز ومنها المتخاذل ومنها المتواطئ ومنها المتآمر ومنها أنظمة أرذل من الكيان الصهيوني… فهي تمارس هواية قمع شعوبها وسرقة ثرواته قبل أن تعانق الصهاينة لتقضي على البقية الباقية من روح المقاومة في الأمة… هؤلاء كما وصفهم نزار قباني:
عربٌ ولكن لو نزعت جلودهم
لوجدت أن اللُب أمريكان
كما أني لا أكتب للشعوب لأخاطب عواطفها وصدق مشاعرها وغضبتها ومناصرتها لأهل غزة الصامدين… وإنما أخاطب وعي الناس لنجلي جانبا من الحقيقة المغيّبة… والسؤال المر لماذا هذه الإبادة الجماعية لشعب غزة بشكل (هولوكست) مطور ومفضوح لا تمارسه دولة بل يتفق عليه أكثر الأنظمة العالمية!
الذي افهمه ويدركه المتتبع أو المراقب لتسلسل الأحداث يصل إلى أن الحركات العالمية في الغالب تنقسم إلى تيارين إما أن تكون حركات تحريرية تناضل لنيل الاستقلال وتحرير الأوطان ضد المستعمر المحتل، وإما أن تكون سياسية تعمل في خط التغيير السياسي الإصلاحي السلمي الداخلي كالحركات (الوطنية، الإسلامية، الإصلاحية، اليسارية…. الخ) وفي التاريخ القديم والمعاصر لم نجد أبدا حركة سياسية عملت على كلتا الجبهتين (تحرير البلاد والإصلاح السياسي في وقت واحد) ونجحت في الاثنتين، فعلى الصعيد الأول نجحت (حماس) في تحرير غزة (وإن ابقي على حصاره لها) ومن طرد اليهود منها أيام حكم شارون، أما على الصعيد الآخر (السياسي الداخلي) فحماس كحركة معارضة وصلت إلى الحكم سلميا بالانتخابات النزيهة وباكتساح مذهل وشكلت الحكومة والمجلس التشريعي، لاحظوا… نجاح دون تدرج من أول مرة، والاهم انه على أجندة المقاومة!! هذا النجاح بشقيه أحدث قلقا لكيانين: فالنجاح العسكري الميداني كحركة تحررية أزعج الصهاينة والنظام الأميركي فقرروا التخلص منها لأنها أسوأ بديل عن السلطة الفلسطينية السابقة (سلطة التنازلات والفساد).
أما النجاح السياسي لحماس كحركة سياسية وما قدمته من مقترحات ومشاريع إصلاحية… هذا النجاح السياسي أعطى مؤشرات وحمل قرائن على أن الحكومة الحمساوية الجديدة ستنجح في التطبيق، لماذا؟ لأنهم في الأساس كانوا مسيطرين على الكثير من البلديات والنقابات المهنية والاتحادات الطلابية ويديرون مؤسسات اجتماعية تكافلية ضخمة تتكفل بأسر الشهداء وعائلات الأسرى، والفقراء والأيتام وقدموا نماذج رائعة ونجاحات واقعية زادت من مصداقيتهم في الشارع الفلسطيني وبشرت بمزيد من النجاح المترقب للحكومة الجديدة.
وكما أن النجاح العسكري لفت انتباه الصهاينة، والأمريكان وأزعجهم، فإن النجاح في الإصلاح السياسي وإدارة الدولة أزعج السلطة الفلسطينية الفاسدة والأنظمة العربية الأكثر فسادا، فخافوا من تكرار التجربة فجاء تحالف الفسادَيْن العربييْْن مع تحالف الطغيان الصهيو - أميركي لتدمير غزة ومن فيها وليس «حماس» فحسب وإنما الشعب الغزاوي عقوبة لهم لاختيارهم حماس، وكم أغاظهم انه وبعد حصار دام قرابة سنتين توافد الغزاويون بمئات الآلاف إلى المهرجان الذي أقامته حماس قبل بدء الهجوم على غزة بأيام!!
ولهذا عندما سمعنا القيادة الصهيونية تعلن عن بنك الأهداف المحددة للقصف، كانت النتيجة ليس فقط تدمير البنية التحتية لحكومة حماس، إنما شاهدنا تدمير مدارس وجامعات وعشرات المساجد والعمارات السكنية ومحلات الصرافة بل وحتى جانبا من مستشفى الشفاء الذي يغص بالمرضى والأطباء!!
اكتب هذا المقال لأبدد الأطروحة الساذجة التي تختزل ضخامة الحدث ومقدماته وملابساته وتراكماته وتعقيداته بأن السبب في الحرب هو صواريخ حماس فبوش يقول لن تقف الحرب حتى توقف حماس صواريخها، ثم يعيد الإعلام العربي تفاهة هذا التصريح وبعدها يتلقف المواطن العربي هذه الأضحوكة ويعيدها بسذاجة بالغة وان كانت بريئة!! ولكن الحقيقة كشفت للجميع.
يا عرب… ادفنوا حكامكم
من أجل أن يدرك الغافل ويعي غير المتابع ويبصر من ضللته أجهزة الإعلام وينتبه من يسلم لبعض الأقلام… من أجل تجلية جوهر مأساة غزة وجذور الإبادة الوحشية التي يتعرض لها الغزاويون المجاهدون المرابطون اسطر هذه الكلمات، لن أخاطب الأنظمة العربية لأنها ماتت كبروا عليها أربعا وادفنوها وانفضوا أيديكم من ترابها… هذه الأنظمة باتت مكشوفة لكل إنسان بمن في ذلك الأطفال… فمنها العاجز ومنها المتخاذل ومنها المتواطئ ومنها المتآمر ومنها أنظمة أرذل من الكيان الصهيوني… فهي تمارس هواية قمع شعوبها وسرقة ثرواته قبل أن تعانق الصهاينة لتقضي على البقية الباقية من روح المقاومة في الأمة… هؤلاء كما وصفهم نزار قباني:
عربٌ ولكن لو نزعت جلودهم
لوجدت أن اللُب أمريكان
كما أني لا أكتب للشعوب لأخاطب عواطفها وصدق مشاعرها وغضبتها ومناصرتها لأهل غزة الصامدين… وإنما أخاطب وعي الناس لنجلي جانبا من الحقيقة المغيّبة… والسؤال المر لماذا هذه الإبادة الجماعية لشعب غزة بشكل (هولوكست) مطور ومفضوح لا تمارسه دولة بل يتفق عليه أكثر الأنظمة العالمية!
الذي افهمه ويدركه المتتبع أو المراقب لتسلسل الأحداث يصل إلى أن الحركات العالمية في الغالب تنقسم إلى تيارين إما أن تكون حركات تحريرية تناضل لنيل الاستقلال وتحرير الأوطان ضد المستعمر المحتل، وإما أن تكون سياسية تعمل في خط التغيير السياسي الإصلاحي السلمي الداخلي كالحركات (الوطنية، الإسلامية، الإصلاحية، اليسارية…. الخ) وفي التاريخ القديم والمعاصر لم نجد أبدا حركة سياسية عملت على كلتا الجبهتين (تحرير البلاد والإصلاح السياسي في وقت واحد) ونجحت في الاثنتين، فعلى الصعيد الأول نجحت (حماس) في تحرير غزة (وإن ابقي على حصاره لها) ومن طرد اليهود منها أيام حكم شارون، أما على الصعيد الآخر (السياسي الداخلي) فحماس كحركة معارضة وصلت إلى الحكم سلميا بالانتخابات النزيهة وباكتساح مذهل وشكلت الحكومة والمجلس التشريعي، لاحظوا… نجاح دون تدرج من أول مرة، والاهم انه على أجندة المقاومة!! هذا النجاح بشقيه أحدث قلقا لكيانين: فالنجاح العسكري الميداني كحركة تحررية أزعج الصهاينة والنظام الأميركي فقرروا التخلص منها لأنها أسوأ بديل عن السلطة الفلسطينية السابقة (سلطة التنازلات والفساد).
أما النجاح السياسي لحماس كحركة سياسية وما قدمته من مقترحات ومشاريع إصلاحية… هذا النجاح السياسي أعطى مؤشرات وحمل قرائن على أن الحكومة الحمساوية الجديدة ستنجح في التطبيق، لماذا؟ لأنهم في الأساس كانوا مسيطرين على الكثير من البلديات والنقابات المهنية والاتحادات الطلابية ويديرون مؤسسات اجتماعية تكافلية ضخمة تتكفل بأسر الشهداء وعائلات الأسرى، والفقراء والأيتام وقدموا نماذج رائعة ونجاحات واقعية زادت من مصداقيتهم في الشارع الفلسطيني وبشرت بمزيد من النجاح المترقب للحكومة الجديدة.
وكما أن النجاح العسكري لفت انتباه الصهاينة، والأمريكان وأزعجهم، فإن النجاح في الإصلاح السياسي وإدارة الدولة أزعج السلطة الفلسطينية الفاسدة والأنظمة العربية الأكثر فسادا، فخافوا من تكرار التجربة فجاء تحالف الفسادَيْن العربييْْن مع تحالف الطغيان الصهيو - أميركي لتدمير غزة ومن فيها وليس «حماس» فحسب وإنما الشعب الغزاوي عقوبة لهم لاختيارهم حماس، وكم أغاظهم انه وبعد حصار دام قرابة سنتين توافد الغزاويون بمئات الآلاف إلى المهرجان الذي أقامته حماس قبل بدء الهجوم على غزة بأيام!!
ولهذا عندما سمعنا القيادة الصهيونية تعلن عن بنك الأهداف المحددة للقصف، كانت النتيجة ليس فقط تدمير البنية التحتية لحكومة حماس، إنما شاهدنا تدمير مدارس وجامعات وعشرات المساجد والعمارات السكنية ومحلات الصرافة بل وحتى جانبا من مستشفى الشفاء الذي يغص بالمرضى والأطباء!!
اكتب هذا المقال لأبدد الأطروحة الساذجة التي تختزل ضخامة الحدث ومقدماته وملابساته وتراكماته وتعقيداته بأن السبب في الحرب هو صواريخ حماس فبوش يقول لن تقف الحرب حتى توقف حماس صواريخها، ثم يعيد الإعلام العربي تفاهة هذا التصريح وبعدها يتلقف المواطن العربي هذه الأضحوكة ويعيدها بسذاجة بالغة وان كانت بريئة!! ولكن الحقيقة كشفت للجميع.