أنا و أنت و البحر و القمر ...
على شاطئ البحر جلست ...
و على أشلاء ذكراك كنت قد سهرت ...
و من لوعة ذكراي بالبكاء بدأت ...
.........
سمعت صوتا ينادي : أنت ...؟
ذهلت , تلفت , و انتفضت ..
لا احد إلى جانبي و حتى من تحت ...
صاح الصوت :
أنا هنا فوق ... ارفع رأسك أنت ...
فأنا على إنزال رأسي ما تعودت ...
و من أمثالك كثير رأيت ...
......
رأسي لم يعد يفكر , لكني رفعت ..
آه ..! قمر في السماء أنا سمعت ..
بصعوبة فتحت شفاهي و تكلمت :
جان أنت أم إني صوتك تخيلت ..؟
صاح بوجهي و على سطحه دمعتي رسمت ..
يا فتى انهض و لا تهدر دمعاتك..
يا فتى من تحب لا تستحق نظراتك ...
يا فتى أنت من حبها لم تمت و إنما تحررت ...
و خلال لحظات ..
صوت آخر سمعت ...
قالها بكل لطفف و من هدوءه كأني ما سمعت ..
مساء الخير يا بني و أهلا بك أنت ...
و بموجة منه وجهي غسلت ...
قال و الضحكة من فاه خرجت ..؟
أتكلمه عن الحب و ذله ..؟
و أنت الحب طريقة كنت قد رسمت ...
و ادر باتجاهي موجاته ..
و قال ببساطة أنسى ما سمعت ...!
حبيبتك ...! اليوم على شطآني رأيت ...!
و من انهار دموعها قد ارتويت ...
و من آهاتها أمواجي كالجبال سويت ...
........
و بانتفاضة على أرجلي وقفت ...
و بلهفة سألت ...
كيف و أين و متى رأيت ...؟
بموجة منه سُحبت ...
و بأخرى على وجهي ضربت ...
قال افتح عينيك ...
و انظر بقلبك إلى من كنت كلمت ...
و انتفض القمر و على وجه القمر رأيت ...
حبيبتي .. دموعها تقطر و بينهما اسمي سمعت ...!
و بلحظة على موجاته ركبت ..
و على الشاطئ واقفا ارتميت ...
و بكل قواي ركضت ..
و بأعلى صوتي ناديت ...
حبيبتي أنت ...
و أنا من حبك تحررت ..
و الآن بقدمي إلى الأسر عدت ...
.......
و ضم البحر قمري ...
و صوته ما زال في أذني ...
و نداءه للقمر يتسلل لأذني ...
لا تفرق بين من عاشا على أضوائك ..
لا تفرق بين من استلهما حبهما من إغوائك ...
تعال بني لأعلمك ...
تعال بني أضمك ...
و إلى السماء أرسل أختك ....
.....
و وراء البحر اختفى القمر ...
و الشمس شدت بخيط أشقر ...
و أنا بلسعة من الشمس استيقظت ...
و بسرعة إلى سجني عدت ...
و إلى السجان ما اشتكيت ...
نعم ...؟
إلى حبيبتي عدت ....