منتديات نابلس

الجهاد بالمال N98h97nbl63d

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نابلس

الجهاد بالمال N98h97nbl63d

منتديات نابلس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات نابلس

كل جديد و مميز تجدونه هنا

الجهاد بالمال Support

    الجهاد بالمال

    avatar
    نسمة هوي
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    الجنس : انثى الجدي عدد المساهمات : 142
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 09/06/2010
    العمر : 33
    الموقع : في الدنيا فانية

    الجهاد بالمال Empty الجهاد بالمال

    مُساهمة من طرف نسمة هوي الجمعة يونيو 11, 2010 6:43 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الجهاد بالمال


    الجهاد بالمال في سبيل الله له معنيان : معنى عام ,ومعنى خاص ..

    المعنى العام : هو بذل المال في وجوه الخير المختلفة الموصلة إلى مرضاة الله عز وجل ؛ من مساعدة الفقراء والمساكين , وبناء المستشفيات , والمساجد والمدارس والمعاهد والجامعات وتعبيد الطرق وكفالة الأيتام وطلاب العلم وتوفير أساليب العمل للعاطلين عنه , ودعم الجمعيات الخيرية ولجان الزكاة .. وكل عمل ينفق فيه مال يعود على عموم المسلمين , أو بعضهم , أو واحد منهم بالخير والعون , وحتى ما عاد على غير المسلمين ينفع مشروع ؛ من ؟إطعام جائع , أو مساعدة مريض .. إذا ما استحضر باذله نية القربة لله عز وجل ؛ لأن الأعمال بالنيات .

    وأما المعنى الخاص : فهو بذل المال في أبواب الجهاد القتالي ؛ مثل شراء الأسلحة , والعتاد واللباس وتطوير الوسائل وإعداد مصانع السلاح وكفالة أسر المجاهدين وذويهم ؛ ليأمن المجاهدون على من خلفهم ,وكل بذل يصب في تقوية شوكة المسلمين في ميادين القتال , وأبواب الجهاد القتالي التي يراد بها قتال الأعداء على أي وجه من الوجوه .

    وقد عرف الإمام الصنعاني الجهاد بالمال بقوله : " بذله لما يقوم به النفقة في الجهاد والسلاح , نحوه " .

    هذا والنصوص التي حثت على الجهاد بالمال بمعناه العام كثيرة ؛ منها قوله تعالى : ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )

    ولا يقل عنها ما ورد في الجهاد بالمال بمعناه الخاص , قال تعالى Sad إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ )

    وما تجدر الإشارة إليه , أن كل نص عام في الإنفاق , يشمل المعنى الخاص للجهاد بالمال , وليس العكس .

    ومقصدنا هنا أن نسلط الضوء على الجهاد المالي بمعناه الخاص .

    إن الجهاد بالمال واجب وجوب الجهاد بالنفس؛ لأن الثاني لا يتم إلا به، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، والمسلم مدعو للقيام بهذا الواجب ، كما هو مدعو للجهاد بالنفس ؛ قال رسول الله _صلي الله عليه وسلم _ : (جاهدوا المشركين بأموالكم ، وأنفسكم ، وألسنتكم )

    قال الصنعاني : " الحديث دليل علي وجوب الجهاد بالنفس ، وهو بالخروج والمباشرة للكفار ، وبالمال ، وهو : بذله لما يقوم به من النفقة في الجهاد والسلاح ونحوه " .

    وقال ابن القيم : "وجوب الجهاد بالمال كما يجب بالنفس ، وهذا إحدي الروايتين عن أحمد ، وهي الصواب الذي لا ريب فيه ؛ فإن الأمر بالجهاد بالمال شقيق الأمر بالجهاد بالنفس في القرآن وقرينه ، بل جاء مقدماً على الجهاد بالنفس في كل موضع إلا موضعاً واحداً ، وهذا يدل على أن الجهاد بالنفس ، ولا ريب أنه أحد الجهادين ، كما قال النبي - صلي الله عليه وسلم - : ( من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا ) .

    فيجب علي القادر عليه ، كما يجب على القادر بالبدن ، ولا يتم الجهاد بالبدن إلا ببذله ، ولا ينتصر إلا بالعدد والعدة ، فإن لم يقدر أن يكثر العدد ، وجب عليه أن يمد بالعدة والمال .

    وقد استدل الإمام الجويني _ رحمه الله _ بوجوب الجها د بالنفس وتعيينه عند مفاجأة العدو ، علي وجوب الجهاد بالمال ، وأنه في مثل هذه الحال يكون الجهاد بالمال أولى ؛ لأن النفس أغلي ، فإذا وجب الجود بها كان الجود بالمال أولي ، فقال :

    " إذا وطئ الكفار ديار الإسلام ، فقد اتفق حملة الشريعة قاطبة ، علي أنه يتعين علي المسلمين أن يخفوا ويطيروا إلي مدافعتهم ؛ زرافات ووحدانا .. وإذا كان هذا دين الأمة ، ومذهب الأئمة ، فأي مقدار للأموال في هجوم أمثال هذه الأهوال ، لو مست إليها الحاجة .؟ وأموال الدنيا لو قوبلت بقطرة دم ، لم تعدلها ولم توازنها .

    فإذا .. وجب تعريض المهج للتَّوى – الهلاك - وتعين في محاولة المدافعة التهاوي على ورطات الردى ، ومصادمة العد ا ، ومن أبدى في ذلك تمردا ، فقد ظلم واعتدي ، فإذا كانت الدماء تسيل علي حدود الظُّبات فالأموال في هذا المقام من المستحقرات " [ غياث الأمم ، للجويني ص369]

    وبالتالي فإن المسلم عندما يجاهد بماله ، يكون قد لبى نداء الله _ عز وجل _ للقيام بهذا الواجب ، وإذا أحجم وبخل ، فإنه بكون قد تجاوز ما فرضه الله _ سبحانه وتعالي _ وقصر في أداء ما فرضه الله عليه ، كمن قصر في أداء أي فريضة من الفرائض .

    فيا أصحاب الأموال ، بل يا أيها الأغنياء والفقراء علي حد سواء:

    إن الجهاد بالمال واجب علي كل بقدر طاقته وكل بحسب إمكانه وطَوله ..

    وإن الجهاد بالنفس قد تعين بعدوان الأعداء علي بلاد المسلمين ؛ فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان ، وإن الجهاد بالمال تبع له في حكمه ، فهو فرض عين علي كل مسلم 0

    والفقر ، وان كان عذراً عن بذل الكثير ، فهو ليس عذراً عن مطلق البذل ، وإن كان الأغنياء هم أصحاب التكليف الأوسع ، فإن ذلك لا يعني سقوط التكليف عن الفقير بالكلية ، بل هو واجب علي نحو وجوب نفقة الزوجة والولد والأقارب علي كل حسب وسعه ، بل هو واجب علي نحو قوله تعالي : ( لينفق ذو سعة من سعته ) .

    وأما مقدار الواجب بذله بالجهاد بالمال ، فإن الواجب علي المسلمين أن يخرجوا من الأموال ما يكفي للجهاد ، وخلافة المجاهدين ، وإلا كانوا آثمين ، ولو اقتضى ذلك على دفع زيادة عن الزكاة ، كما ذهب إلى ذلك عامة العلماء ؛ إذ في المال حق سوى الزكاة ، وذلك عندما تدعو حاجة الأمة إلى ذلك وقد دعت .

    وأما من حيث الواقع العملي فإن الناس في القيام بهذا الواجب على أقسام :

    قسم ينخلع من ماله كله ، أو جله ؛ قياماً بهذا الواجب ، وهؤلاء امتلأت قلوبهم ثقة بمعية الله _عز وجل _ ورعايته ، وكلهم يقين أن الأمر لا يعدو كونه امتحانا لنا ، فثقتهم كاملة ، كما فعل أبو بكر وعمر وغيرهما _رضي الله عنهم _ .

    وقسم ينفقون علي ما يقدرون حاجة ، ولو زاد عن الزكاة ، فهم يضعون من أموالهم قسطاً مهماً في تحقيق حاجة المسلمين ؛ ومن أجل بناء كرامتهم وإحقاق الحق .

    وهذا الصنف دون الأول في إيمانه وبذله وهم أهل فضل ؛ لأنهم يؤدون حق الأمة من أموالهم .

    وثالث : يدفع زكاة ماله ، ولا ينظر بعد ذلك ما يجري حوله ، ولربما لا يعلم ما يجري حوله ، وهؤلاء في أوقات السعة ، وانعدام الحاجة منصفون مؤمنون عاملون ، أما إذا دعت حاجة الأمة إلي بذل المزيد ، كما هو واقعنا اليوم ، فقد ذهب عامة العلماء إلي أنه يجب عليهم إنفاق أكثر من الزكاة ؛ لدفع الحرج والاضطرار عن الأمة ، وسد عوزها وحاجتها .

    وقسم يتخلي عن الواجب بكل حال ، فهو لا يدفع الزكاة حسب ما شرع الله _ عز وجل_ فهو من باب أولى لا يتحسس مواقع حاجة الأمة وعزتها؟ بل هو مشغول بلذته ، وتحقيق هواه..

    وهؤلاء قطعاً يشملهم وعيد الله عز وجل لمن بخل عن الإنفاق بقوله تعالي Sad ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه) .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 6:32 pm